Google
Recherche WWW Recherche sur Votre site
Feed 

 

الفكاهة في المسرح الجزائري

بقلم: أحمد حمومي.

الضحك.....

عندما تعلم الإنسان الضحك تعلم كيف يجعل الآخرين يضحكون وبذلك فإن الضحك ضروري في الحياة الاجتماعية كذلك قد أصبح من الخدمات الاجتماعية.

علما أن المقولة الشهيرة لفرانسوا غبولي فيما يخص ما هو الضحك هو خصوصية الإنسان وبالتالي نقول أن الإنسان يبحث دائما عن الوسيلة للتربية وتعليم الآخرين وإيجاد الأداة الفعالة للضحك.

وهنا نستنتج أن الضحك هو وسيلة نابعة من التقاليد ومتغيرة بتغيير التقدم الإنساني والتطور الثقافي.

والأمة في مجموعها تتطلب النظر الدقيق في القوانين التي تسيرها وتتطلب مجموعة هائلة من الإمكانيات المتطورة من بينها سلاح الضحك ففعاليته أكيدة.

أمام الحياة الجديدة التي نعيشها كل يوم والظروف المزرية, اخترع الإنسان الفكاهة للترفيه عن النفس وبذلك تكون كمرآة عاكسة لأفعاله وأفعال الآخرين واكتشاف أخطائهم وتصحيحها.

يصنع الضحك بـ(العمل على الضحك) من طرف المرسل وعنصر الفكاهة تعاد صناعته عند المستقبلين.

الفكاهة تحدد بنوعية الجمهور والأشخاص فغالبا تعني الشرط المتوسطي والمنخفض والغني فالفعل بسيط جدا حتى وإن كان ما يحيط معقد الكوميديا هي قلب الفكاهة تتنوع بين الثراجيديا بعصرنة الفعل والكوميديا تشبه الحقيقة من خلال مستوى مواصفات الأشخاص الذين في غالب الأحيان أصحاب مميزات متوسطة وضعيفة ففعل المزاح (تافه) فهو يعمل على نقل الشخصية الرئيسية من وضعية صعبة إلى جو السعادة إذا هي في نفس الوقت تراجيديا وفكاهة هذه الوحدة من التناقضات هي لب الكوميديا وأيضا إذا كانت الشخصية- أو الضحية ترى أن وضعيتها تسير ي الطرق الصحيح وستجني  ما تأمله فالشخصية المناقضة  ستعيش في النهاية تحت نظرة محايدة أو برودة الجماهير, تراجيديا .

الفكاهة لتثبيت المسرح: المسرح أكثر من غيره من عناصر الحياة الثقافية استعمل كثيرا كوسيلة لربح حياته في محاولة لجلب المجتمع إلى الواقع لمقاومة الثغرات وسوء الإستعمال

بالجزائر بحث المسرح منذ ميلاده عن أرض الكرم فوجد نفسه في أرض معارضة وعليه فمحاولة طاهر علي الشريف التي تمثلت في تقديم ثلاثة عروض كتبت بالعربية الفصحة  لم تتمكن من ضمان وفاء الجمهور الذي لم تكن له أي تكن له أي علاقة فيشكله الكلاسيكي للعلم العرض الذي ينجز من طرف فرقة ويقدم في مكان موجه لهذا النوع من الألعاب.

خارج المسرح بالجزائر لم توجد شخصيات تبقى مجرد أفكار كاتب على الورق.

المسرح الأدبي له حظ ضئيل ليقرأ.

فعلى الأشخاص بلحمهم وأجسامهم واستعداداتهم وأصواتهم واستعاراتهم أن يعكسوا أفكارهم في هذه الشخصيات في طريقة تقديمهم.

لا يوجد مسرح إلا إذا وجد العرض, إن الجماهير هي التي تصنع المسرح, نستطيع أن نجزم بأن الفكاهة كوسيلة جاءت من خلال إرادة المسرح بالجزائر وهذا الخيار توقف مقيدا وعليه لجمع الجماهير يجب اقتراح وضعيات حدثت للناس الذين يشبهونهم وهذا ماجاء به سلالي علي المعروف أكثر باسم علالو شاهد على هذا الإنهزام فقد حمل المشعل وبحث في طريقة التواصل مع الجمهور الذي يعرفه والذي كان له حضور فعال,اكتفى بضمان حضور الفعل وذلك من خلال حلين: اللهجة الرائعة للقصبة كلغة و الكوميديا كشكل.

الجمهور المستهدف يعيش المعاناة يوميا فهو في رحلة بحث عن فرص للضحك.

علالو كفكاهي هذا ما أراد أن يوفره في سنة 1926 كان جحا أول عرض له عرف نجاحا حقيقيا خاصة وأن جحا شخصي مقدسة في الخيال الجماعي في نفس الوقت تحقيق رض الجمهور وضمان شروط وفائه فقد كان النجاح متوقعا فهذا الإنجاز الذي قدمه علالو كان ذكيا جدا لأن العرض لم تكن له أية علاقة بما شوهد أو عرف أو حكي طيلة قرون حول هذه الشخصية المشهورة فقد كان الأمر يتعلق بطبيب حتى وإن كان علالو دافع عن ترجمة أو اقتباس موليير.

فقد نجح في الوصول أن كوميديا تراث غني.

متأثرا بهذا النجاح كما قال هو بنفسه قام بكتابة عرض ثان (زواج بوعقلين) أين كانت بداية رشيد القسنطيني الذي أدى دور مقيدش خادم بوعقلين.

هنا أيضا علالو عرف لجوءا إلى الاقتباس وإلى موليير فقد عاد الى مسرحية جورج دوندان ولكن عكس بطل موليير الذي أراد التقرب من النبلاء فهو الثري, بوعقلين كان أقل سنا ودفع إلى الزواج ولكنه رفض مرات ومرات حتى صباح إمضاء العقد أين بعث خادمه مقيدش للبحث عن قريبه مهني هذا الأخير وتأثرا بعائلته  أخذ على عاتقه الإتفاق وتحمل إساءات دوندا وينتهي العرض بقدوم الوالدين ومهني الذي جلبهما ليشهدا على ذنب زوجته و لأن دوندا كان خارجا والزواج بالداخل الوالدان وقريبه وجدوه أين اتهم بالقتل لكن هذا الانتحار على عتبة الباب طرح سؤالا مرعبا ماذا حدث لأن بوعقلين تهيأ له أنه رأى شبح زوجته في هذه المسرحي علالو استعمل الفكاهة وكانت النهاية استخلاص من الفكاهة أكثر من الكلمات.

الفكاهة من أجل الهجاء الاجتماعي: لأن الفن ذو طابع اجتماعي أكثر يمكن تصريفه للضرورة, المسرح هو إعلام الأكثر تأثيرا ويقينا.

رجال المسرح العربي والجزائري كانوا مكافحين ثم فنانين وعليه يمكن القول أن الهجاء في المسرح الجزائري جاء من الأمثلة التي يمكن الإعتماد عليها.

عندما أراد محمد توري نقد المجتمع بالضبط الناس الذين يعانون من الإعاقة كتب (بوحدبة) لأنه آمن بفكرة أن الضحك مضمون لأنه يكفي ظهور بوحدبة لإثارته.

توري كمحامي الأصحاء قدم بوحدبة مزودا المتلقي بنصائح قانونية رافضا البيع مقابل النقود ففكاهة التكرار عرفت استعمالا جيدا.

سنة 1956 حجوطي بوعلام كتب زواج اليوم ليعالج ما يؤخذ على العاتق من الالتزامات التي يفرضها الآباء عند بيعهم لبناتهم وسنة 1974 اقترح نفس الموضوع.

وعليه أغلب المسرحيات الجزائرية التي دونت في سجل الهجاء الاجتماعي كتابها والمقتبسون كان دافعهم هو تمرير الرسالة بالاعتماد على الضحك وثروات مختلفة.

الفكاهة من أجل مسرح سياسي: نحن لسنا في مجال تفضيل نوع معين للمسرح كسياسة واحدة فنحن نعلم منذ أثينا أن كل ما يدور في المدينة هو سياسة.

الكاتب الدرامي المدافع عن الحرية بالفعل يجب أن يعلم كيف يضحك الناس, للمكافحة من أجل التغيير الاجتماعي يعني ضرورة معالجة موضوع جدي ولكن يقدم بطريقة تتضمن الضحك وكلمات منتقاة.

موضوع الإدارة وشعار البيروقراطية تناولها المشوار الطويل للمسرح بالجزائر فالبيروقراطيون هم شخصيات متداولة لدى موليير هل يمكن اعتبار ما سمي بالتريلوجيا لعلالو مثالا للمسرح  السياسي؟

ممكن, لأن علالو لم يخفي أبدا قناعته السياسية وعليه استعمل الفكاهة لأن الجمهور المستهدف عليه الإصغاء والإستماع إلى هذا التنوع.

الجناح الثاني لجواد أبرز بوضوح أن الأمر يتعلق بتجربة, علولة لم يعد إنتاج القوال ولكن أخرج على الخشبة مع إضافة في الضحك.

الفكاهة في هذه الوضعية استعملت في تطوير الجداول الثلاثة للمسرحية.

ولكن هناك وضعيات ولدت إجابات غامضة لمختلف المسؤلين الإداريين هي وضعيات وجدت عن كل عرض- متلقي.

ولكن الفكاهة الكلامية سيطرت.

في الجناح الثالث  لثام الفكاهة الكلامية استحملت المسرحية ولكن أيضا الفكاهة في وضعية اكثر تقديم تبقى الخشبة أين الشرطي الذي يظن أنه مهدد يرفع يديه إلى السماء ويرتعش.

الضحك الذي ينطلق هو وليد ( إنتقام) الشعب دائما.

المسرحيات الأخرى التي تناولت السياسة يمكن ذكرها أيضا ولكن المهتمين يستطيعون دائما العودة نصوص المسرح الجزائري لإشباع فضولهم.

ملاحظات: 

1-  (كثيرون هم الذين عرفوا الإنسان على أنه حيوان يعرف الضحك, كانوا قادرين على تعريفه بأنه حيوان يضحك) هانري باركسن.الضحك.ترجمة عربية, من طرف علي مقاليد. المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع. بيروت. 1987. ص10.

2-     منذ ميلادها عند اليونانيين الكوميديا تبنت موقف جسمانية ولغة واضحة.

3-  لم يكن في اهتمامنا تحديد ميلاد المسرح. فيكفي مااستطعنا تحديده بما ركز عليه المؤرخ, ميلاد الظاهرة الثقافية.

4-  والجمعيات التي أنجزت المسرحيات مرسلة من طرف جورج أبيود إلى الأمير خالد في بداية سنوات العشرينات. أنظر نص محبوب سطمبولي (أضواء على المسرح الجزائري) مرجع أمال. مارس 1976. العاصمة.

5-     لكن في نفس الموضوع: الإدمان. يتعلق بــ(الشيفاء بعد العناء)(خاديات الغرام) (بادي).

6-     لم يكن حتى من الممكن جدب الجمهور إلى هذا المكان الغريب بالنسبة إلى الموتى الثقافيين من المهاجرين.

7-     بالوضع جانبا نصوص كاتب ياسين لأنهم فرضوا أنفسهم, كم من الناس قرأوا المسرحيات المنشور بالجزائر؟

8-  وما يتعلق سنوات فيما بعد بجورج أبيوط الذي قدم بدعوة من الأمير خالد عروضا بالعربية الفصحة, حيث قدم ترعة العرب مسرحية مأخوذة من نص فيكثوإيغو وصلاح الدين عرض مأخوذ من طاليس مان لسير واتر سكوت.

9-  طاهر علي شريف ترك المقاومة عبر تذكرة المسرح لينطلق في الحركة الحركة الوطنية الشابة.أنظر محفوظ قداش . تاريخ الوطنية الجزائرية. العاصمة. 1980. الجزء الأول. ص 34 -2015

10-         الكائن البشري مأخوذ أكثر بالضحك منه بالدموع. ومن الواضح أن الضحك اجتماعي في حين الدموع شخصية وهذا ما هو موجود حقيقة عندنا: تبكي, تبكي وحدك. تضحك يضحك الناس معك.

11-                     ليس لنا أي سبب لكي لا نصدق لأن أول موضوع كان له حول السافل.    

 


 
 



Créer un site
Créer un site